منظمات دولية: 10 ملايين شخص في الكونغو يحتاجون للمساعدات

منظمات دولية: 10 ملايين شخص في الكونغو يحتاجون للمساعدات

حذّرت منظمة أوكسفام ومنظمة كير الدولية والمجلس الدنماركي للاجئين، من أن تجدد الاشتباكات العنيفة التي تشارك فيها الجماعات المسلحة غير الحكومية أدى إلى تفاقم أزمات الجوع والحماية في جمهورية الكونغو الديمقراطية، ما ترك 10 ملايين شخص في حاجة ماسّة إلى المساعدة الإنسانية.

وفقا لبيان مشترك نشره موقع "ريليف ويب" التابع لمنظمة الأمم المتحدة، فمنذ بداية العام، قتلت النزاعات المستمرة ما يقرب من 1400 مدني، من بينهم نساء وأطفال.. كما أن العنف الجنسي ضد النساء والفتيات آخذ في الازدياد، حيث تم الإبلاغ عن أكثر من 340 حالة عنف جنسي في مناطق كانياروتشينيا ومونيغي في إقليم نيراجونغو منذ يناير 2023 وحده.

وقالت المديرة القطرية لمنظمة أوكسفام في جمهورية الكونغو الديمقراطية، جوستين غوميس توسو: "بسبب أعمال العنف الأخيرة، لم يتمكن مئات الآلاف من المزارعين في شمال كيفو وجنوب كيفو وإيتوري من بدء موسم الزراعة لتأمين الغذاء والدخل، حيث طردوا من أراضيهم ومنازلهم.. أكثر من 26 مليون شخص ليس لديهم بالفعل ما يكفي من الطعام بسبب سنوات من الصراع والنزوح.. والعنف المستمر يدفعهم الآن إلى حافة الهاوية".

وأجبر أكثر من 600 ألف شخص على الفرار من منازلهم منذ تصاعد العنف في يونيو 2022، ويصل مئات الأشخاص كل يوم وهم محشورون في مخيمات مؤقتة مكتظة.

وفي مخيم لوشاغالا للنازحين داخليا، على بعد 12 كيلومترا من غوما، ارتفع عدد العائلات الوافدة من 2280 إلى 6261 في أسبوع واحد فقط، وهذا يضغط على الموارد مثل المياه النظيفة والصرف الصحي ويزيد من خطر تفشي الأمراض المنقولة بالمياه مثل الكوليرا.

ويعاني أكثر من 59 ألف طفل من سوء التغذية وأكثر من 5 آلاف امرأة حامل بحاجة إلى رعاية غذائية مناسبة.

ومع انعدام الأمن الغذائي، والاكتظاظ في المواقع، وسوء ظروف النظافة والصرف الصحي، ونقص مياه الشرب، وعدم الحصول على الرعاية الصحية، فإن احتمال حدوث زيادة في حالات الكوليرا في المخيمات المؤقتة مرتفع في نيراجونغو.

وقالت المديرة القطرية لمنظمة كير الدولية في جمهورية الكونغو الديمقراطية، سيديبي كاديديا: "يعيق النزاع وصول المساعدات التي تشتد الحاجة إليها إلى المتضررين".

وتعاني البلاد بالفعل من أكبر أزمة نزوح داخلي في إفريقيا بسبب العنف المستمر، وحتى الآن، أجبر 5.8 مليون شخص في مقاطعات إيتوري وشمال كيفو وجنوب كيفو وتنغانيقا - أكثر من نصفهم من النساء - على الفرار من منازلهم. واضطر الكثيرون إلى الانتقال أكثر من مرة.

ويوضح "كاسيريكا ماهامبا"، وهو أب لخمسة أطفال فروا إلى مخيم لوشاغالا: "هربنا من منزلنا في موشاكي إلى كيروليروي حيث اعتقدنا أننا في مأمن من المتمردين.. أجبرنا على الفرار عائدين إلى موشاكي مع اقتراب القتال من قريتنا، ثم انتقلنا مرة أخرى إلى ساكي عندما انسحب الجنود من القرية، قبل الوصول إلى غوما".

ويعيق انعدام الأمن في مناطق النزاع جهود الإغاثة، ما يجعل من الصعب الوصول إلى الأشخاص الأكثر احتياجا، كما أن الرحلات الجوية الإنسانية معرضة لخطر التوقف، كما تم إغلاق العديد من الطرق الرئيسية من غوما إلى الغرب والشمال.. والمناطق في واليكالي وماسيسي ومويسو ولوبيرو معزولة بالكامل تقريبا عن المساعدات الإنسانية المنقذة للحياة.

وعلى الرغم من تدهور الوضع الإنساني، لم يتم حتى الآن تمويل سوى 10.2% من نداء الأمم المتحدة من أجل جمهورية الكونغو الديمقراطية البالغ 2.25 مليار دولار هذا العام.

وتدعو وكالات الإغاثة الثلاث الجهات المانحة إلى الاستجابة بشكل عاجل لنداء الأمم المتحدة الحالي من أجل جمهورية الكونغو الديمقراطية للمساعدة في إنقاذ الأرواح الآن، وأكدوا أنه يجب على حكومة جمهورية الكونغو الديمقراطية والمجتمع الدولي العمل على حد سواء لمعالجة السبب الجذري للأزمة وحماية حقوق الإنسان.

وارتفع عدد النازحين داخليا واللاجئين في جمهورية الكونغو الديمقراطية بشكل كبير منذ عام 2016 إلى واحد من أعلى المعدلات المسجلة منذ التسعينيات ويشكل تهديدا لاستقرار المنطقة.

وتحد الآثار المشتركة لانعدام الأمن وتحركات السكان في المنطقة الشمالية الشرقية من البلاد من مشاركة الأسر المعيشية في الموسم الزراعي، ولا تزال المساعدة الإنسانية حاسمة بالنسبة للأسر غير القادرة على الزراعة، مع وجود فجوة استهلاكية كبيرة، غالبا ما يتم سدها بالمعونة الغذائية الإنسانية.

وفي بداية عام 2023، تأثرت 33 منطقة صحية في خمس مقاطعات (كيفو الشمالية وكيفو الجنوبية وتنغانيقا وكاتانغا العليا ولومامي العليا)، وشهد يناير 2023 زيادة بنسبة 15% في الحالات مقارنة بشهر يناير 2022 وزيادة بنسبة 76% مقارنة بشهر يناير 2021.



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية